فيفري 28, 2012

ضباط مخابرات إسرائيليون ومؤسسة “حقوقية” لبنانية يفتتحون دورة في تركيا لنشطاء “التنسيقيات” السورية

Posted in الثورة السورية في 6:47 م بواسطة islamicstoday

بينهم اثنان من قناة”أورينت” ، 12 ناشطا وصحفيا من الخارج قرروا المشاركة ، و فندقان في استانبول حجزا لهذه الغاية وبدأ المدربون الإسرائيليون يتوافدون إليهما!؟

استانبول ، دبي ، حمص ـ الحقيقة ( خاص من : نادرة مطر + مكتب التحرير): حصلت “الحقيقة” على معلومات وأدلة جديدة تؤكد أن الاستخبارات الإسرائيلية باتت على تواصل حتى مع “التنسيقيات” التي تنشط في الميدان داخل سوريا ، ولم تعد تكتفي بتغلغلها داخل “الجسم السياسي” للمعارضة السورية في الخارج ، والذي بدأ منذ العام 2006 على الأقل ، ماليا وسياسيا وتقنيا، وفق ما كانت كشفت عنه”الحقيقة” قبل سنوات وأكدته لاحقا وثائق ويكيليكس. وتشير المعطيات والأدلة الجديدة التي حصلت عليها “الحقيقة” إلى أن  القسم التقني في الاستخبارات الإسرائيلية ، المعني بتدريب الجواسيس وتزويدهم بالتقنيات اللازمة لذلك ، بدأ فعلا ـ من خلال مؤسسة أحدثها في الولايات المتحدة تحت إدارة ضابط المخابرات العسكرية الليفتينات احتياط نير بومس ومساعده السوري عهد الهندي  ـ إقامة دورات تدريبية لعدد كبير من نشطاء “التنسيقيات”الميدانية داخل سوريا على جمع المعلومات الاستخبارية تحت عناوين من قبيل “دورة ناطق إعلامي” و “دورة مراسل حربي”.

  على هذا الصعيد، كشف مصدر واسع الاطلاع في إحدى “تنسيقيات” حمص وسط سوريا لـ”الحقيقة” أن تنسيقيته ، وباقي التنسيقيات الأخرى في سوريا ، تلقت الاسبوع الماضي دعوة رسمية من المحامي اللبناني نبيل الحلبي ، رئيس “المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان” و ” تنسيقية لبنان لدعم الثورة السورية” ، لترشيح اثنين من كل “تنسيقية” من أجل حضور دورة تدريبية مكثفة في استانبول بتركيا لمدة أربعة أيام فقط تشمل ثلاثة مجالات في العمل الميداني هي ” دورة ناطق إعلامي” و”دورة إدارة مكاتب إعلامية” و”دورة مراسل حربي”.  وطلبت الدعوة ( نسخة طبق الأصل منها منشورة جانبا) من “التنسيقيات” ترشيح اثنين من النشطاء عن كل منها لحضور الدورة التي ستبدأ في استانبول بتركيا خلال الفترة من 3 إلى 7 آذار /مارس القادم. وأشارت الدعوة إلى أن “تكلفة السفر والإقامة تقع على عاتق الجهات المنظمة”، وإلى أن الإقامة والتدريب سيكونان في فندقي “تيتانيك” و ” آسيا” في استانبول.

  وعلمت”الحقيقة” أن عددا من “التنسيقيات” ، لاسيما في السويداء وريف دمشق وحلب ، رفضت الدعوة بعد أن حصلت على معلومات تؤكد وقوف جهات استخبارية إسرائيلية وراءها ، بينما وافق تلفزيون “أورينت” الذي يملكه رجل الأعمال غسان عبود على إرسال اثنين من العاملين فيه ، عرف منهما الصحفي ابراهيم الجبين ( ابن أخت الكاتب البارز صبحي حديدي) الذي كان يعمل طوال سنوات طويلة في الإعلام السوري الرسمي بغطاء من “الفرع الداخلي” (251) في المخابرات العامة، و زميلة له تعمل في القناة نفسها.  كما علمت “الحقيقة” أن “التنسيقيات” التي تتعاون مع رجل الأعمال المذكور، في محافظة إدلب وفي الخارج ، سترسل 12 مندوبا عنها. هذا بالإضافة إلى العديد من النشطاء في الخارج ، بينهم عضوا “المجلس الوطني السوري” سهير الأتاسي المقيمة في باريس، وعمر إدلبي ، المقيم ما بين بيروت والقاهرة. علما بأن إدلبي ، وبحسب ما قاله مقربون من المحامي اللبناني نبيل الحلبي لـ”الحقيقة”، حصل على شقة فخمة من آل الحريري وسط بيروت ، وهو مسؤول عن تهريب السلاح إلى حمص وتنسيق التعاون ما بين المخابرات الفرنسية  والإسرائيلية  و” تحالف 14 آذار” من جهة ، و مجموعات ما يسمى “الجيش الحر” في شمال لبنان وحمص.

  وفي استانبول ، قالت مصادر مطلعة لـ”الحقيقة” إن مدربين إسرائيليين بدأوا الوصول إلى استانبول فعلا لهذه الغاية ، أو هم في طريقهم إليها. وأكدت مصادر في الفندقين المشار إليهما أن النقيب احتياط في المخابرات العسكرية الإسرائيلية نير بومس ، الذي يشرف على الدورة والذي عمل أيضا ضابطا أمنيا للسفارة الإسرائيلية في واشنطن بعد أداء خدمته العسكرية في قسم الاتصالات بالمخابرات العسكرية ( أمان)، وصل إلى استانبول مصحوبا بمعاونيه “عهد الهندي” و “رامي نخلة” . كما وصل أيضا مستشار بينيامين نتياهو ، ناتان شارانسكي، المكلف تنسيق الاتصال بين مكتب نتنياهو وبعض أوساط المعارضة السورية. كما وصل إلى استانبول ضابط الاحتياط في الموساد “ديفيد كييز” للغاية نفسها.

 يشار إلى أن القسم التقني في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كان أسس في العام 2008 في نيويورك مؤسسة ” المنشقون الإنترنيتيون” في الشرق الأوسط ، وكلف “ديفيد كييز” و ” نير بومس” بإدارتها. وتعنى هذه المؤسسة بتجنيد عملاء للاستخبارات الإسرائيلية عبر الإنترنت في عدد من الدول المحيطة بإسرائيل و / أو تلك التي تعتبر ” دول مواجهة” معها مثل إيران والسودان. وفي وقت لاحقت استطاعت المؤسسة تجنيدعدد من العملاء على رأسهم أعضاء “المجلس الوطني السوري” عهد الهندي ورامي نخلة ومحمد العبد الله. وقد عين الأول منسقا للبرنامج السوري في المؤسسة المذكورة ، بينما عين الثاني مستشارا فيها. وكانت المخابرات العسكرية الأميركية ، وفق معلومات مؤكدة حصلت عليها”الحقيقة”، جندت عهد الهندي قبل سنوات عندما تقدم بطلب للعمل مترجما لدى الجيش الأميركي في العراق، الأمر الذي دفع عائلة خطيبته في حي “القصور” بدمشق إلى فسخ خطوبته على ابنتهم (وفق ما أكدته مصادر في العائلة لـ”الحقيقة”). وقد جرت عملية التجنيد على الأراضي الألمانية . وبعد عودته من ألمانيا إلى دمشق ، اعتقلته المخابرات السورية في أحد مقاهي الإنترنت متلبسا بالاتصال مع جهات استخبارية أجنبية ، ثم أطلقت سراحه لأسباب وظروف وملابسات غير معروفة (!!؟)، حيث غادر بعدها مباشرة إلى واشنطن ، وهناك قام نير بومس بتجنيده للعمل مع الاستخبارات الإسرائيلية . وعند تأسيس “المجلس الوطني السوري”، كان أحد الأسماء التي فرضتها واشنطن وتل أبيب على “المجلس” ، لاسيما بعد أن اكتشفت قدرته على التواصل مع النشطاء الميدانيين وحتى المثقفين البارزين من أمثال الدكتور عبد الرزاق عيد( حصلت “الحقيقة” على بعض مراسلاته السرية مع الدكتور عيد)!!؟

  يشار أخيرا إلى أن نير بومس وديفيد كييز ومؤسستهما اعتمدوا المحامي نبيل الحلبي ومؤسسته”الحقوقية” كواجهة لهما في لبنان لتأمين التواصل مع “التنسيقيات” في الداخل السوري بالتعاون مع شريكه عمر إدلبي. هذا فضلا عن عمليات التواصل التي يجريها “بومس” و ضابط الموساد “ديفيد كييز” مباشرة مع الداخل السوري بمساعدة كل من “عهد الهندي” و”رامي نخلة” و”محمد علي العبد الله”. ويرتبط المحامي نبيل الحلبي بائتلاف “14 آذار”، لاسيما النائب وليد جنبلاط و”القوات اللبنانية” بقيادة سمير جعجع. وقد أسس مؤخرا ” تنسيقية لبنان لدعم الثورة السورية” بالتعاون مع عمر إدلبي و آل الحريري! وكان رامي نخلة يقيم في منطقة الأشرفية ( شرقي بيروت) بضيافة جهاز أمن”القوات اللبنانية” قبل أن يغادر لبنان إلى الولايات المتحدة منذ بضعة أشهر.

(*) ـ الصور المرفقة : ـ صورة الغلاف : المحامي نبيل الحلبي وعمر إدلبي في شقة هذا الأخير في بيروت ؛ الصورة الداخلية : محمد العبد الله و ضابط الموساد ديفيد كييز في أحد بارات بودابست / هنغاريا

أضف تعليق